جولة في القاهرة الإسلامية
مدونه
جولة في قلعة صلاح الدين وحديقة الأزهر
فبراير 14, 2019
زيارة سقارة ودهشور وقرية الريف العربي
فبراير 18, 2019

مدينة القاهرة . . مدينة الألف مئذنة وقاهرة المُعز، قيل عنها الكثير الذي جعلنا نأخذك في جولة إليها بين معالمها الإسلامية والتاريخية لتتعرف على تاريخ من مروا بها وماذا شيدوا فيها، فهي اسم على مُسمى، قاهرة وقد قهرت أعدائها الذين توافدوا إليها للإستيلاء عليها وعلى ما بها من معالم تاريخية وكنوز وآثار، وقد قيل عنها أنها مدينة الألف مئذنة لمساجدها وجوامعها الكثيرة المتواجدة بها، بالإضافة إلى البيوت التاريخية التي شهدت على عادات وتقاليد أهلها ولا زالت مُحافظة على مكانتها حتى الآن، كما شُيدت بها الأسبلة لسقي أهلها بالماء العذب، ولحفظ المعالم والمقتنيات الفريدة فقامت الحكومة المصرية بتأسيس متحف الفن الإسلامي الذي يضم المقتنيات التاريخية التي يأتي الزوار لمشاهدتها والإستمتاع بتفاصيل الأمور المتواجدة بها كالنقوش والزخارف الإسلامية.

ماذا تفعل في القاهرة

المساجد في القاهرة

مسجد السطان حسن والرفاعي

مسجد الحسين: يُعرف المسجد باسم المشهد الحسيني، أي المكان الذي يُدفن به الشهيد، وقد تم تأسيس المسجد في عهد الخليفة “الظافر بأمر الله” في عام 1154م، ثم أعيد تطوير البناء من جديد في عهد الخديوي (عباس الأول وإسماعيل)، ويتميز المسجد بمئذنته المزينة بالزخارف الأيوبية والتي تم تأسيسها من خلال “أبي القاسم السكري” عام 1235م، أما القبة فهي من صنع المهندس “عبد الرحمن كتخدا” الذي بناها عام 1861م، وزادت مساحة المسجد مع مرور الوقت لأكثر من النصف، وتم إضافة المرافق الخدمية له مثل دورات المياه والمعالم التاريخية الموجودة في الغرفة الداخلية له والتي تحتوي على سيف الرسول وخصلة من شعره.
مسجد أحمد بن طولون:
يُعتبر ثالث مسجد تم تأسيسه في مصر الإسلامية، وقد أنشأه “أحمد بن طولون” بهدف تجميع الناس في صلاة الجمعة وإرشادهم إلى الصواب، حيث يتسع المسجد لمساحة 6 أفدنة ونصف، ويتكون من الصحن المربع المكشوف والذي تُحيطه الأروقة الأربعة، ومن الخارج يظهر تصميم المسجد المؤسس بالطوب الأحمروتعلوه طبقة بيضاء مُزخرف عليها الرسومات التراثية التي تُظهر مكانته الإسلامية والتاريخية.
مسجد الرفاعي:
يرتبط مسجد الرفاعي بمسجد السلطان حسن، فهو توأمه المواجه له، ويُشبهه في ضخامة بنائه على الرغم من أن الفارق بينهما 500 عام، وقد تأسس المسجد بأمر من “خوشيار” هانم والدة الخديوي “إسماعيل” عام 1869م، وقد سُمي المسجد بهذا الاسم نسبًة لتلاميذ وأتباع الشيخ “الرفاعي” المدفونون به، كما يتواجد به مدافن عائلة الخديوي “إسماعيل” و”محمد علي باشا” مثل الملك “فؤاد”، ووالدته الأميرة “فريال”، وابنه الملك “فاروق”، وغيرهم من قامة البلد وقتئذ.
مسجد السلطان حسن:
يقع المسجد بميدان “صلاح الدين” بمنطقة “القلعة”، ويُعتبر من المعالم الإسلامية الفريدة، حيث يتميز بضخامة بنائه، فبابه مصنوع من النحاس المُزخرف بالأشكال الهندسية، وعند دخولك إليه ستجد المدخل الرئيسي المؤدي إلي الصحن المكشوف الذي يحتوي على الإيوانات الأربعة والتي كان يُدرس بها المذاهب الفقهية الأربعة، وفي وسط الصحن يوجد المكان المُخصص للوضوء والذي يستند بالأعمدة الرخامية المنقوش عليها الآيات القرآنية، ومن الخارج يوجد للمسجد واجهتان، الأولى يمتد طولها حوالي 150 مترًا، أما الثانية فتطل على ميدان “صلاح الدين”.
جامع محمد علي:
يقع المسجد بداخل قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، ويُعتبر من أبرز رموزها، ويتميز تصميمه المعماري بالفن البيزنطي، ويضم مجموعة من القباب المختلفة الأحجام، أما بالداخل فجدرانه يكسوها الرخام المرمري والنقوش الملونة والزخارف البارزة، والصحن الخاص به يكسو جدرانه المرمر ويتواجد به الأروقة الأربعة، وفي الوسط يوجد مكان الوضوء والمُحمل على الأعمدة الثمانية، كما يوجد برج الساعة المصنوع من النحاس، ويوجد به الساعة التي حصل عليها “محمد علي باشا” من الملك “لويس فيليب” عام 1845م.
جامع الناصر محمد بن قلاوون:
يقع المسجد بداخل قلعة “صلاح الدين الأيوبي”، وكان يُعرف بجامع القلعة إلى أن بنى “محمد علي” مسجده الذي أصبح أيقونة القلعة من بعده، إلا أنه ما زال مُحافظًا على مكانته التاريخية حتى الآن.
جامع الأزهر:
تأسس الجامع في بداية الأمر ليكون مسجدًا ومدرسة لأهل القاهرة ولطلابها لتعليمهم العلوم الشرعية على المذهب الفاطمي، إلا أن “صلاح الدين الأيوبي” أوقف الصلاة به لإنتهاجه المذهب السني، ولكن عادت إلى المسجد أهميته مرة أخرى بقدوم المماليك وكان أشهر المساجد الإسلامية في العالم الإسلامي، وأصبح يتوافد إليه الطلاب من مُختلف دول العالم لتلقي العلوم، وخضع المسجد لمجموعة من التطورات والتجديدات التي طرأت عليه من تأسيس الأبواب والمحاريب والمكتبة التي تضم الكتب القيمة، وكان آخر تطور خضع له المسجد عام 1998م.

المشتروات في القاهرة

البيوت والمتاحف الإسلامية

جولة في القاهرة الإسلامية

بيت السناري: تم تأسيس المنزل من قبل “إبراهيم كتخدا” عام 1794م الذي لُقب بالسناري نسبًة إلى مدينة “سناري” بالسودان، وكان ممن تعلموا القراءة والكتابة وكان فقيهًا في عالم السحر والتنجيم، فاشتهر بين عامة الناس إلى أن ذهب إلى صعيد مصر وعمل مع أحد المماليك والذي سُمى بـ “مصطفى بك الكبير”، وتعلم اللغة التركية لتكون سببًا في اعتباره من أعيان البلد، وذاع صيته واشتهر أكثر فأكثر، وأصبح منزله من المنازل التاريخية بعد وفاته.
بيت السحيمي:
يقع المنزل في منطقة “الدرب الأصفر” بشارع “المعز لدين الله الفاطمي”، وقام بتأسيسه عبد الوهاب الطبلاوي وإسماعيل بن الحج إسماعيل شلبي في عام 1648م ليسكنا به، ثم امتلكه السيد “محمد إمام القصبي” ثم الشيخ “أحمد السحيمي” ثم ورثته، إلى أن اتخذته لجنة الآثار المصرية واعتباره من المنازل التراثية التي يجب الإحتفاظ بها وجعله من المزارات السياحية.
بيت الكريتلية:
أو متحف “جابر أندرسون”، وهو من المعالم التاريخية الموجودة في القاهرة ويتكون من البيت الأول الذي تم تأسيسه عام 1632م من قبل “محمد بن الحاج سالم” والذي آلت ملكيته إلى سيدة من دولة “كريت” فأصبح بيت الكريتيلية نسبًة إلى موطنها، أما البيت الآخر فتم تأسيسه من قبل “عبد القادر الحداد” عام 1540م، وبعد مرور الوقت تم دمج البيتين ليصبحوا منزلًا واحدًا سُمي ببيت الكريتلية ليكن من أبرز المعالم التاريخية المصرية.
قصر الأمير طاز:
يقع القصر بالقرب من ميدان “صلاح  الدين”، وتم تأسيسه من قبل الأمير “سيف الدين بن طاز” أحد مماليك السلطان “الناصر محمد بن قلاوون” والذي نازع أولاد السلطان في الحكم.
وكالة الغوري:
تُعتبر من أشهر المعالم التراثية حتى الآن، فهي تتميز بتصميمها المعماري الفريد كما تستضيف الفعاليات والأنشطة بشكل مستمر، ولعل من أبرز تلك الفعاليات هي عروض التنورة التي تُقام بها على مدار الإسبوع يومي السبت والأربعاء، كما تستقبل الفرق الفنية العالمية من دول آسيا وأوروبا وأفريقيا لتقديم عروضهم المتنوعة.
منزل زينب خاتون:
يُعتبر المنزل من المنازل التاريخية الفريدة، فهو يمزج في تصميمه بين العصر المملوكي والعثماني، ولم يستدل على ملكية المنزل، إلا أن الراجح أنه يعود للسيدة “شقراء” بنت السلطان الناصر “حسن بن قلاوون”، وخضع المنزل للتجديدات في القرن الـ18 ليأخذ الطابع التركي وتمتلكه السيدة “زينب خاتون” التي انتسب إليها بعد ذلك وأطلق عليه اسمها.
متحف الفن الإسلامي: يُعتبر أكبر متحف للفن الإسلامي في العالم، فهو يحتوي على أكثر من 1000 قطعة تاريخية إسلامية تنتمي إلى الصين والهند وبلاد الأندلس وأفريقيا والجزيرة العربية، مصنوعة من الخزف والفخار والخشب والنسيج والمعادن، فبزيارتك له ستستمتع بمشاهدة الأدوات الهندسية والجراحية وغيرهم من الأدوات البسيطة والمعقدة التي كانت تستخدم في العصور القديمة والتي تُبرز مدى تطور العلوم القديمة التي بُني على أساسها علومنا الحالية.

Comments are closed.