جولة إلى مجمع الأديان بالقاهرة
مدونه
عرض الصوت والضوء في الأهرامات
فبراير 13, 2019
جولة في قلعة صلاح الدين وحديقة الأزهر
فبراير 14, 2019

في جولة إلى مجمع الأديان بالقاهرة ستمر بالعقائد الدينية الثلاثة التي تتمثل في الديانة المسيحية واليهودية والإسلامية، والتي من خلالها ستتعرف على تفاصيل كل عقيدة منهم وتفاصيل العادات والتقاليد الدينية التي يمارسونها في حياتهم اليومية، وكذلك ما مروا به عبر العصور، فمن كنيسة إلى كنيسة، ومن دير إلى معبد، ومن متحف إلى مسجد ستنعم بروحانيات دينية مختلفة ومختلطة لم تعيشها من قبل، وكل هذا وأنت بين أحضان مدينة القاهرة العريقة، ويُمكنك الوصول إلى المجمع من خلال مترو الأنفاق، فهو يقع في محطة “مار جرجس”، فبمجرد أن تطأ قدميك خارج المحطة ستنعم بمشاهدة تلك المعالم الدينية والتاريخية العظيمة، وستبدأ جولتك من خلال زيارة الكنيسة المعلقة، ثم زيارة المتحف القبطي أو حصن بابليون، ثم نتوجه إلى منطقة الكنائس الستة والتي تضم كنيسة القديس أبي سرجة، وكنيسة مار جرجس، وكنيسة القديسة بربارة، وكنيسة القديس أبي سيفين، وكنيسة القديس تادرش الشاطبي، وكنيسة الملاك ميخائيل، وستنتهى من زيارة كل كنيسة فيهم لتوجه بعد ذلك إلى عقيدة دينية أخرى وهي العقيدة اليهودية والتي ستتعرف عليها من خلال زيارتك للمعبد اليهودي، ومن ستنتقل إلى آخر عقيدة وهي العقيدة الإسلامية والتي ستتعرف عليها هي الأخرى من خلال زيارة مسجد عمرو بن العاص أحد أكبر مساجد مدينة القاهرة، وبذلك تكون قد أنهيت جولتك الدينية.

دليل السفر إلى القاهرة

معالم مجمع الأديان السماوية

جولة إلى مجمع الأديان بالقاهرة

المتحف القبطي: يحتوي المتحف على حوالي 16 ألف قطعة تاريخية تعود للحضارة القبطية، وينقسم بالداخل إلى قسم الأحجار، وقسم الكتابة القبطية والمخطوطات التاريخية، وقسم الأقمشة والمنسوجات، وقسم المعادن، وقسم الأخشاب، وقسم الفخار والزجاج، وقسم العاج، وأهم مقتنياته هي قطعة من النسيج تعود للقرن السادس الميلادي، نُقش عليها بعض الرموز المسيحية، وكذلك يوجد تاج عامود مصنوع من الحجر الجيري والذي يعود للقرن السابع الميلادي والذي زُين بعناقيد العنب، وبالإضافة إلى تلك المعالم والقطع القبطية، فهو يحتوي على مجموعة من التماثيل للآلهة الرومانية.

الكنيسة المعلقة: سُميت الكنيسة بهذا الاسم لتأسيسها على برجين من أبراج حصن “بابليون”، أحد الحصون الرومانية والذي يقع بمدينة مصر القديمة وتم تأسيسه من قبل الإمبراطور “تراجان” في نهاية القرن الثاني الميلادي، وتتميز الكنيسة بموقعها التاريخي، فقد تم تأسيسها على الأنقاض التي عاشت بها العائلة المقدسة خلال فترة مرورها بمصر هربًا من حاكم “فلسطين” الذي أمر بقتل جميع الأطفال خوفًا من حصولهم على السلطة، فهربت السيدة “مريم” بالسيد المسيح إلى مصر للإحتماء بها، والبعض يُرجح أن المكان كان مُخصص للعبادة والخلوة لإحدى الراهبات، وبالإضافة إلى ذلك فالكنيسة مدفون بها مجموعة من البطاركة، حيث يُمكنك الإطلاع على متعلقاتهم الشخصية الموجودة بها.

حصن بابليون: تأسس بأمر من الإمبراطور “تراجان” في القرن الثاني الميلادي، وقام بتطويره بعد ذلك الإمبراطور الروماني “أركاديوس” خلال القرن الرابع الميلادي، وقد تم تأسيسه من الأحجار الموجودة بالمعابد الفرعونية وتم إتمامه بالطوب الأحمر، واستولى على الحصن “عمرو بن العاص” بعد الحصار الذي استمر حوالي 7 أشهر، وكان استيلائه عليه عند دخول الإسلام إلى مصر، واعتبره حصنًا منيعًا لحماية المدينة، فهو يقع على مساحة تبلغ حوالي 500 متر مربع، ويحتوي على المتحف القبطي و 6 كنائس ودير، كما أطلق على الحصن اسم “قصر الشمع” نتيجة لإشعال الشموع على أحد أبراجه.

كنيسة القديس أبي سرجة: تم تشييد الكنيسة فوق أطلال المكان الذي أقيمت به العائلة المقدسة خلال هربهم إلى مصر، وهي مؤسسة على الطراز البازيليكي، ويبلغ طولها 27 متر وبإرتفاع 15 متر.

كنيسة مار جرجس: تتميز الكنيسة بمعمارها الفريد، فهي الكنيسة المستديرة الوحيدة في مصر التي تم تشييدها على هذا الطراز، وقد تم تأسيسها في القرن العاشر أعلى قمة البرج الروماني الموجود في حصن “بابليون” بمدينة الفسطاط.

كنيسة العذراء مريم الدمشيرية: سُميت الكنيسة بهذا الاسم نسبة لأحد الأقباط الذي ينتمي إلى بلدة “دمشير”، والكنيسة تقع داخل دير “أبي سيفين” ويبلغ ارتفاعها 9 أمتار، وتم تأسيسها على الطراز البازيليكي، وتحتوي على 6 أعمدة تم جلبهم من المعابد الرومانية القديمة، وتتميز بإضائتها الكافية، كما يوجد بها الصحن الرئيسي والممشى الجانبي، كما تضم مجموعة من رفات الشهداء والقديسين الموجودين بداخل الفتارين الموجودة بها.

كنيسة القديسة بربارة: تأسست بين نهاية القرن الرابع الميلادي وبدايات القرن الخامس الميلادي لتكريم القديس “باكير”، وتقع الكنيسة تحت مستوى الأرض على مسافة متر ونصف تقريبًا، وتتميز بواجهتها المبنية من الأحجار والتي تأخذ الشكل المستطيل بإرتفاع 15 متر، وقد أطلق على الكنيسة ذلك الاسم نسبة لإحدى الفتيات العذراء الجميلات والتي ولدت في بداية القرن الـثالث الميلادي في أحد المدن الآسيوية، ودرست العلوم على يد أحد الأقباط المصريين والذي كان السبب في اعتناقها للمسيحية، ومن ثم قررت عدم الزواج والخضوع لعبادة الله والعمل على طاعته حتى ماتت.

المعبد اليهودي: يُعتبر من أهم المعابد اليهودية في مصر، ويحتوي بالداخل على المكتبة التي تضم الكتب النفيسة، ويرجع تاريخه لكونه في الأساس كنيسة عُرفت باسم كنيسة “الشماعين” والتي قامت الكنيسة الأرثوذكسية بعرضها للبيع للطائفة اليهودية نتيجة لحاجتها المالية التي مرت بها نتيجة زيادة الضرائب المفروضة عليها، فقام اليهودي “عزرا” بشرائها وتحويلها إلى معبد يهودي قامت الحكومة المصرية بعد ذلك بإعتباره من المزارات السياحية الهامة بالدولة، ولذلك المكان قداسة وأهمية تاريخية، حيث يُرجح الكثير من المؤرخين أن ذلك المكان كان يصلي به نبي الله “موسى” عندما انتشر مرض “الطاعون” في ذلك الوقت، كما قال الآخرون أن النبي “إيليا” أحد أنبياء اليهود صلى به عدة مرات، كما يضم المعبد جثمان النبي “إرميا” أحد أنبياء بني إسرائيل.

مسجد عمرو بن العاص: سُمي المسجد قبل ذلك بمسجد “الفتح” والمسجد العتيق وتاج الجوامع، ويتميز المسجد بمساحته الواسعة إلى أن وصل إلى مساحته الحالية التي تبلغ حوالي 120 متر في 110 متر، وهو من الأيقونات الإسلامية التاريخية التي لا زالت مُحافظة على مكانتها حتى وقتنا هذا، وخطب في المسجد العديد من الشيوخ القامة مثل: الشيخ عبد الصبور شاهين، والشيخ محمد الغزالي، والشيخ أبي إسحاق الحويني، والشيخ محمد حسان، والشيخ محمد العريفي، فهو من أبرز أماكن العلم والعبادة التي يتوافد إليها المسلمون لتلقي العلوم الدينية والشرعية.

ماذا تفعل في القاهرة

مسجد عمرو بن العاص

بعد الإنتهاء من تلك المزارات يُمكنك قضاء بعض الوقت في حديقة الفسطاط التي تُعتبر من الأماكن الطبيعية والترفيهية المناسبة للعائلات والأطفال، أو يُمكنك التوجه إلى حديقة الشاعر “أحمد رامي”، أو حديقة “أم كلثوم” والتي تضم متحفًا لمقتنيات وملابس سيدة الغناء العربي “أم كلثوم”، وكذلك حديقة المنيل المُطلة على نهر النيل، وقصر “المنسترلي” أحد أشهر القصور الثقافية التي تستقبل الإحتفالات الكبرى والذي يُعتبر من التحف المعمارية، وتمتد مساحته إلى حوالي 1000 متر مربع في منطقة منيل الروضة.

Comments are closed.