رحلة إلى شارع المعز لدين الله الفاطمي

في رحلة إلى شارع المعز لدين الله الفاطمي ستذهب عبر التاريخ إلى أحد المتاحف المفتوحة التي تعبر عن الحضارة الإسلامية من خلال المعالم المتواجدة بها، ويقع شارع المعز بالقرب من خان الخليلي ومنطقة الحُسين حيث يُمكنك القيام بجولة حرة وسط معالمهم الفريدة العريقة، ويُمكنك الوصول إليهم عبر مترو الأنفاق، فأقرب محطة لهم هي محطة “العتبة” ومن ثم ستأخذ سيارة أجرة إلى منطقة الحسين لزيارة مسجد “الحُسين” وخان الخليلي الذي يُعتبر بمثابة بازار مفتوح للمشغولات المصرية من التحف والإكسسوارات واللوحات الفنية والملابس التراثية الجميلة، وعقب انتهاء جولتك سنذهب بك إلى شارع المعز لتتعرف على معالمه التي تتنوع بين المساجد والمدارس التي تأسست في عهد الدولة الفاطمية.

شارع المعز لدين الله الفاطمي

سُمي الشارع بهذا الاسم تكريمًا للخليفة “المعز لدين الله” مؤسس مدينة القاهرة الإسلامية، فقد تم تسميته قبل ذلك بالشارع الأعظم، وقصبة القاهرة الكبرى إلى أن استقر اسمه للاسم الحالي، ويمتد طول الشارع مسافة 1 كيلومتر، فيتفرع منه عدة مناطق وشوارع أخرى مثل: منطقة باب الفتوح، والنحاسين، والصاغة، والشوايين، والمنجدين، والسكرية، وأمير الجيوش، وغيرهم من المناطق التاريخية التي تنفرد كل واحدة منهم بطرازها المميز، وقد استضاف الشارع العديد من المهرجانات وكذلك تُقام به الفعاليات بشكل مستمر لجذب الزوار، ومن أشهر المهرجانات التي أقيمت به هو “مهرجان الطبول الدولي”، وفيه عرضت مجموعة من الدول تراثها من خلال العروض الفنية والشعبية التي لاقت إقبال هائل من السياح والزوار.

المزارات السياحية في شارع المعز

باب الفتوح: يقع في بداية شارع المعز، وتم تأسيسه من خلال “جوهر الصقلي” عام 1087م، ثم تم تجديده مرة أخرى بواسطة الأمير “بدر الجمالي”، ويُعتبر باب الفتوح أحد بوابات القاهرة، فقد تم تأسيسه بغرض سير الجيوش خلال الفتوحات منه والعودة إلى القاهرة من خلاله كذلك.

مسجد الحاكم بأمر الله: وهو أشهر معالم الشارع لمعماره الساحر الذي يجذب الكثير إليه كل يوم للجلوس به والإستمتاع بمعالمه الهادئة، فالمسجد تبلغ مساحته 120 متر طولًا، و113 متر عرضًا، ويحتوي على مئذنتين ذات قاعدتين ضخمتين، ويتزين بالحمام الطائر الموجود في أركانه.

مسجد وسبيل وكتاب سليمان أغا السلحدار: وهو عبارة عن مسجد تم تأسيسه في عهد “محمد علي” في شارع “النحاسين”، يتكون من صحن المسجد الذي تحيطه الأروقة الأربعة المغطاة بالقباب المنقوشة والمرفوعة بالأعمدة الرخامية، وكذلك مكان الصلاة والمحراب المصنوع من الرخام.

جامع الأقمر: يقع المسجد في شارع “النحاسين”، ويرجع تأسيسه للوزير “المأمون بن البطايحي”، ويتميز بهندسته المعمارية والواضحة في طرازه المملوكي الجميل، وقد سُمى المسجد بجامع الأقمر نسبًة إلى حجارته البيضاء المشابهة للون القمر.

سبيل وكُتاب عبدالرحمن كتخدا: وهو عبارة عن سبيل مياه، يوجد أسفله مكان لحفظ المياه، ويعلوه الكُتاب، فقد كانت الكُتاب والأسبلة في تلك الحقبة من الأشياء الشائعة، وتأسس السبيل والكُتاب بأمر من الأمير “عبدالرحمن كتخدا” في عام 1744م، وقد بناه بطريقة تجذب أعين المارة، فموقعه استراتيجي في شارع “المعز”، يقع على قارعة الطريق وله ثلاثة نواحي للدخول.

قصر الأمير بشتاك: يُعبر القصر عن العمارة في العصر المملوكي، فقد أنشأه الأمير “سيف الدين بشتاك الناصري” ليسكنه الأمير “بدر الدين بكتاش”، ويتكون القصر من الواجهة الرئيسية المُطلة على شارع المعز وتحتوي على المشربيات الثلاثة، والواجهة الثانية تقع في الجهة الشمالية الشرقية وتتميز بنوافذها، كما أنها تحتوي على البوابة المؤدية إلى القصر، أما الواجهة الثالثة فتقع في الجهة الجنوبية الغربية وتطل على حارة “بيت القاضي”، والقصر يضم طابقين، الأول يحتوي على الإسطبلات ومخازن الغلال وغرف الحاشية، أما الطابق العلوي فيضم غرف النوم وقاعة المناسبات، والطابق الأخير مُخصص لغرف النساء ولكن تم هدمه.

حمام إينال: وهو أحد الحمامات العامة والذي تم تأسيسه عام 1456م، ويتميز بمدخله الطويل المنكسر لكي لا يكشف المارة ما يوجد بالداخل، ويحتوي الحمام من الداخل على مجموعة من الغرف المُخصصة للإستحمام وتغيير الملابس، بالإضافة إلى قبته الدائرية المصنوعة للتهوية، وكان هذا الحمام هو سبب المثال الشعبي الشهير “اللي اختشوا ماتوا” وذلك نتيجة لحدوث الحريق الهائل الذي حدث به قديمًا وأدى إلى هرب الأشخاص عراة في الشوارع هربًا من الموت، أما من بقوا بداخله فلاقوا حدفهم، لذلك أطلق عليهم ذلك المثل الذي لا زال يتردد حتى وقتنا هذا.

سبيل محمد علي بالنحاسين: وقد قام “محمد علي باشا” بتأسيسه تكريمًا لروح والده “إسماعيل باشا”، وذلك في عام 1829م.

مجموعة السلطان الظاهر برقوق: وتشتمل تلك المجموعة المعمارية على مسجد ومدرسة وقبة وخانقاه تم تأسيسهم على الإسلوب الإسلامي المملوكي من قبل السلطان “الظاهر سيف الدين برقوق”.

مدرسة وقبة السلطان الناصر محمد بن قلاوون: وكانت تُقام بالمدرسة الدروس الدينية التي تدرس المذاهب الفقهية الأربعة، بالإضافة إلى احتوائها على مكتبة ثقافية.

مدرسة الظاهر بيبرس البندقداري: كانت المدرسة إحدى أكبر المدارس في العصر المملوكي، فهي تتكون من الساحة الوسطى التي تحتوي على المداخل الأربعة المؤدية إلى سبيل المياه ودورات المياه وغرف الطلبة.

مدرسة وقبة نجم الدين أيوب: تأسست المدرسة من قبل “نجم الدين أيوب”، ويضم الموقع المدرسة والضريح الموجود في الجهة الشمالية الشرقية من المدرسة.

سبيل وكتاب خسرو باشا: يُعتبر من أقدم الأسبلة، ويتكون من الداخل من حجرة التسبيل المكسوة بالرخام الملون، وفي الطابق العلوي يوجد الكُتاب الذي يُمكنك الوصول إليه من خلال السلم الحديدي الموجود بداخل حجرة التسبيل.

مسجد ومدرسة الأشرف برسباي: تبلغ مساحة المدرسة 1760 متر، وتضم السبيل والكتاب والمكتبة والضريح وغرف سكنية للطلبة.

مجموعة السلطان الغوري: تضم مسجد ومدرسة لتدريس العلوم الشرعية، وكذلك ضريح وسبيل وكُتاب وخانقاه في الجهة المقابلة.

سبيل محمد علي بالعقادين: أسسه “محمد على” باشا تكريمًا لروح ابنه “طوسون” باشا عام 1820م.

جامع الشيخ المؤيد: وهو من المساجد التاريخية العريقة، فقد كان فخرًا للمساجد في عصر المماليك، ولمكانته التاريخية والإسلامية فكانت تطبع صورته على فئة الـ 100 جنيه.

وكالة نفيسة البيضاء: أسستها السيدة “نفيسة البيضاء” أغنى أغنياء مصر في عام 1796م.

سبيل نفيسة البيضاء: تم تأسيسه بأمر من السيدة “نفيسة البيضاء” عام 1796م، ويقع بجوار باب زويلة.

باب زويلة: وهو الباب الذي عُلق به رؤوس رسل قائد التتار “هولاكو”، وقام “سليم الأول” بإعدام “طومان باي” عليه عند فتح مصر، وقد أطلق على الباب كذلك بوابة “المتولي” نتيجة لجلوس مُحصل الضرائب به وكان يُسمى بـ “متولى” حين ذاك.

مطاعم شارع المعز

الكيلاني: يختص بتقديم المشروبات المنعشة مثل التمر والخروب والسوبيا والبرتقال والمانجو، بالإضافة إلى الساندوتشات البسيطة.
فطاطري الشيف: مُختص بعمل الفطير الحادق والحلو بسعر مُخفض.
فطاطري شيخ العرب: يعمل الفطائر الحادقة والحلوة، بالإضافة إلى البيتزا الشرقي.
أسماك: يقوم بعمل ساندوتشات الجمبري والأسماك والسبيط بأسعار مناسبة.
الضامن: يقوم بعمل ساندوتشات الكبدة والسجق والمخ.

بازارات شارع المعز

جوهرة المعز: يعرض العلب المصنوعة من الصدف بأحجامها المختلفة وبأسعار مناسبة.
بازار السلطان برقوق: يعرض التحف التاريخية لمختلف العصور ولمختلف الحضارات سواء للإسلامية أو الفرنسية أو اليابانية.
حي الصاغة: وهو منطقة مُخصصة لمحلات الذهب والفضة لعرض الإكسسوارات والمشغولات اليدوية الجميلة.