تايلاند تعد من أجمل بقاع قارة أسيا ؛ ففي خلال فترة قصيرة صنعت تايلاند لنفسها حضارة فتظهر للعالم أجمع كنموذج يحتذى به ، فمرت أراد من عنق الزجاجة و لحقت بقطار التطور و الأن أصبح السفر و الرحلات التي تقام إلي تايلاند يلهث ورائها الكثيرون من السياح العرب و الأجانب فهى نموذج جمالي حى ، و كأن تايلاند تخبر العالم أجمع أن بوابة العبور لعوالم التقدم لا تتأتى إلا بالعمل الشاق الدؤوب.
تايلاند مملكة أسيوية تقع بجنوب شرق أسيا فى شبه الجزيرة الهندية عاصمة تايلاند بانكوك و تعد من أكبر مدن تايلاند ، ويحد تايلاند من الشرق لاوس وكمبوديا ، وخليج تايلاند و ماليزيا من الجنوب وبحر أندامان وميانمار من الغرب .تنقسم تايلاند إلى خمسة وسبعون محافظة و تحوى العديد من الأحياء والبلديات .
أصل تسمية تايلاند
كان (سيام) هو الإسم الرسمى للبلاد كما كانت تدعى مملكة سيام حتى 23 يونيو 1939 حيث تغير إلى مملكة تايلاند ثم أعيد مجددًا إلى مملكة سيام من العام 1945 إلى عام 1949.وقد أشتق إسم التوأم السيامى من إسم المملكة وتشتهر البلاد بولادة العديد من التوائم السيامى و أخذت و لادة التوئم السيامي صيت عالمي .
و كلمة تايلاند تنقسم إلى كلمتين هى (تاى) تعنى الأحرار و(لاند) تعنى الأرض أي تايلاند تعني الأرض الحر ، وكان هذا من مدعاة الفخر لسكان البلاد للإشارة إلى أن تايلاند من البلاد التى لم يتم إستعمارها كالعديد من دول جنوب أسيا و إن إستعمرت فقط من بريطانيا إلا أن بريطانيا لم تطيل علي أرضها و لم تفلح في إستعمارها ، و لذلك يفتخر مواطنيها الأصلين بمعني إسم بلادهم .
تاريخ تايلاند و نظام الحكم
شهدت منطقة سوكوتاى الواقعة شمال البلاد بداية المملكة و بالقرب منها تقع مدينة سوكوتاى التاريخية التى تحولى العديد من التراث العالمى وقد كانت عاصمة المملكة فى الفترة بين (1238 إلى 1419).كانت بداية عمار المنطقة عندما هاجر أحفاد الشعب التايلاندى الحالى من جنوب شرق الصين فى الفترة بين القرنين الثانى والعاشر الميلادى وبالتحديد عام 1238 وكونوا أول شعب تايلاندى سمى بالسوكوتاى .
التاريخ التايلاندى كان له وجود قبل سوكوتاى ولكن لم يكن له بصمات واضحة لذلك أعتبر المؤرخون أن بداية المملكة مع مملكة سوكوتاى و التى سقططت تدريجيًا على يد مملكة أيوتايا ، و تعاقبت بعدها ممالك آخرى بعد أيوتايا كمملكة ثنبورى ثم مملكة سيام .
و بحلول عام 1932 ثورة أطاحت بالنظام الملكى المطلق الذى مر بأربع ممالك بداية من مملكة سوكوتاى نهاية بمملكة سيام . و أسس القائمين بالثورة مجلس تشريعى وجمعية تأسيسية معينة مكونة من سبعين عضو ، كما وضعوا دستورًا جديدًا أطلق عليه دستور 1932 ، و نص هذا الدستور على أن يكون البرلمان مكون من 78 مقعدًا بالإنتخاب المباشر و78 مقعدًا يعين من الملك .
و بمقتضى هذا الدستور الذى تم وضعه أصبحت صلاحيات الملك محدودة و أيضًا يعتبر حامى الديانة البوذية وراعى الوحدة الوطنية كما يتمتع الملك بسلطة روحية عالية يستغلها فى بعض الأحيان مع بعض الأزمات السياسية التى تمر بها البلاد. ويعد رئيس الوزراء ، رئيس السلطة التنفيذية ويتم تعيينه من قبل الملك وهو فى الغالب يكون زعيما للحزب الذى يشكل أغلبية الحكومة الائتلافية.
المناخ في تايلاند
تجمع تايلاند كل تعبيرات الطبيعة الناطقة من الجبال التى تفترش شمالها ومن أعلى قممها قمة جبل دوى ان تاون ومن الهضاب تقع هضبة كورات شمال شرق البلاد ، كما يقع نهرميكونغ فى الشرق ، و وسط البلاد وادى تشاو فرايا ، أما فى الجنوب فيقع مضيق كرايستموس الذى يطل على شبه الجزيرة الماليزية فتجد تايلاند كأنها تعبر عن الطبيعة بإختلافاتها وتناقضاتها بل وخيالاتها .
فتجد تايلاند ذات طبيعة مختلفة و أطوارها الطبيعية خلقت من مناخها ، فالمناخ متنوع جذاب يجمع بين جميع فصول السنة فى أن واحد فمناخها بين الربيع الحار والصيف الممطر والشتاء قليل البرد ففى شهر يناير تنخفض درجة الحرارة فوق الجبال لتصل للصفر و بين شهرى مايو وأكتوبر تهب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية وهو ما يتسبب فى هطول الأمطار التى تغطى تايلاند فى تلك الفترة من السنة.
الإقتصاد فى تايلاند
يعد الإقتصاد التايلاندى من أسرع إقتصاديات أسيا نموًا و من الإقتصادات الصناعية وذلك لأن الصادرات تحتل مركز الصدارة به حيث يحتل ثلثى الناتج المحلى ’يحتل الإقتصاد التايلاندى المركز الثانى بجنوب شرق أسيا والمركز الرابع والعشرون على مستوى العالم أجمع.ا
لعملة الرسمية للبلاد هى البات والتى تم إصدارها عام 1897. كما يتمتع إقتصاد تايلاند بالتنوع فهى بلد صناعى إلى جانب الطبيعة الجميلة التى جعلت منها من أكثر بلاد شرق أسيا جذبًا للسياح مما جعل أعمدة إقتصادها أكثر صلابة.
الديانة الرسمية
تتنوع الديانات بتايلاند وتحتل الديانة البوذية النسبة الأكبر لتصل إلى 90% كما توجد أقلية هندوسية توجد غالبًا بالمدن الكبرى كما يوجد بها نسبة من المسيحيين ، و المسلمين تصل نسبتهم إلى 4,6% وهم ينتشرون بالجنوب ومعظمهم من أهل السنة كما يوجد بالعاصمة بانكوك حوالى 170 مسجدًا.
فتجد تايلاند كما أنها جمعت كل حالات الطبيعة بإختلافاتها أصرت أيضًا على إحتواء جميع الديانات مع إختلافاتها ويبدو أن تلك الإختلافات هى من صنعت من تايلاند ذلك التفرد والتميز عن أي بلد أخر في قارة أسيا.
معالم تايلاند السياحية
جزيرة ساموى
تعد من أبرز وأجمل جزر تايلاند ، فهى ثانى أكبر جزيرة بعد جزيرة فوكت التي تتميز بالرمال الناعمة والشواطىء الرملية البيضاء والشعب المرجانية ذات الألوان المبهجة . فتبلغ مساحة الجزيرة خمسة وعشرون كيلو متر مربع ، يحاط الجزيرة العديد من الجزر و يربطهم بها شبكة من الطرق ، و تذهب إلي العديد من الرحلات ، فطالما أخذت رحلة إلي تايلاند فلابد من أن تزور هذه الجزيرة ، جزيرة ساموي ، و تأخذ الجزيرة زائرها إلى عالم الخيالات لما فيها من مناظر طبيعية خلابة ،فتأخذك فى جولة هادئة إلى ما وراء الطبيعة للتعرف على بديع خلق الله فمنظر الشمس الساطع يكاد يكشف الشعاب المرجانية داخل مياه البحر الصافية .و لو ذهبت لجزيرة ساموى ستجدها بوابة للعبور إلي أي جزيرة محيطة بها.
بزار شيانغ ماى
يعد بازار شيانغ ماى من أكثر أماكن الجذب السياحى في تايلاند ، فلو أردت التعرف على ثقافة البلد وأهم ما يميزها عليك بالتجول فى ساحاته التى تمتد فى ممشى طرقاته والتى تحوى العديد من المشغولات الجميلة مع ألوان المشغولات الرائعة فلا يمكن زيارة تايلاند دون الذهاب لزيارة هذا البازار وجلب الهدايا التى تميز الشعب التايلاندي الجميل .
شاطىء رايلى
من أروع الشواطىء عن تلك التي يمكن أن تكون قد زرتها فى أى مكان بالعالم ، فهو شاطىء قمة فى الروعة والهدؤ يجذب هواة الخيال وتسلق الصخور فهو محاط بالصخور على شكل منحدرات كما تحوى مياهه من الشعب المرجانية ما تجذب هواة الغطس ويتميز الشاطىء نفسه بالهدؤ فقضاء يوم به كفيل بإزالة هموم الدنيا بالتنزه على الشاطىء والنظر إلى الخضرة التى تحيطه من كل الجوانب.
جزير كو تاو
تقع الجزيرة قبالة الساحل الجنوبى لتايلاند فى حى كوفانجان وهى من أجمل جزر شرق أسيا على الإطلاق .تتميز مياهها بالعمق والنقاء الشديدين لتستهوى هواة الغطس كما تحوى المياة العوالق والشعاب المرجانية وتعد من أنسب وأفضل أماكن الإستمتاع بخليج تايلاند. يعود إسم الجزيرة (كو تاو) ليعنى جزيرة السلاحف أو السلحفاة وذللك لأنها تشتهر بوجود العديد من السلاحف الخضراء والحيوانات الأليفة كما أنها أيضا محاطة بالصخور التى تجذب هواة التسلق فهى فعلا من الأماكن الخاصة ذات الطبيعة الخاصة بل والخالصة.
مدينة هواهين
هى مدينة رائعة الجمال إعتادت على جذب السائح للتعرف على طبيعة تايلاند عن قرب بل وإعتاد سكان تايلاند نفسهم على قضاء أجازاتهم بها فهى مدينة ساحلية راقية تحوى العديد من الفيلات و المنازل الفاخرة وبها من المحلات والفنادق الراقية و شوارعها منظمة و جميلة ، فمن حظك الجميل إن آخذت رحلة إلي تايلاند فعليك بمدينة هواهين لتتجول بأسواقها الكبيرة .
كما أن أهم ما يميزها الطابع القديم الذى يعطيك ملمحًا عن تاريخ تايلاند يأخذك للتعرف عنها عن قرب. أما إذا أردت تناول الطعام التايلاندى المميز عالميًا فيمكنك تناوله فى العديد من المطاعم التى تنتشر بالمدينة ولا تكتفى بذلك بل تقدم أطعمة من مختلف أنحاء العالم. و ثمة محطة للسكة الحديد و التى تعود إلى عهد الملك راما السادس وهى تعد من أسباب فخر التايلانديين وتحظى بالجذب السياحي الكبير بل و لا تخلو الزيارات لسكان تايلاند المحليين .كما تتميز المدينة أيضا بوجود ملاعب للجولف و التى تجذب هواة تلك اللعبة المميزة عالميًا كما تتميز بالشواطىء الرملية الرائعة و بها أيضا الأسواق الليلية التى تتيح لك متعة التسوق الهادىء .
من أكثر المزارات السياحية أيضا بالمدينة’ قصر تشا أم وهو قصر قديم بنى فى عهد الملك راما السادس’الحديقة البحرية الوطنية والتى تحوى العديد من الحيوانات كالغزلان وقرود المكاك والسلطعون.
جزيرة شنغماى
من أكبر وأهم المدن بشمال تايلاند هى مدينة تاريخية فقد كانت عاصمة مملكة ألانا وهى من الممالك القديمة هى الأن عاصمة مقاطعة تشيانج ماى . معناها باللغة التايلاندى المدينة الجديدة هى مدينة مميزة حيث تقع على ضفاف نهر بينغ وتقع بين الجبال وتبعد حوالى 700 كم من الشمال من بانكوك.كما تجذب جزيرة شنغماى العديد من السائحين وتمتلىء شوارعها بالعديد من المطاعم و المتاجر و كلها متقاربة حيث يسهل التنقل بين الأحد والأخر مشيًا على الأقدام مع الإستمتاع بالمناظر الخلابة التى تطل عليها المدينة.
تتنوع مجالات الجذب السياحى فى شنغماى بين المعابد و أماكن الترفيه الحديثة والمطاعم التى تقدم أكلات تايلاندية مميزة ولو كنت من هواة رحلات السفارى والأماكن النائية ستجد متعة كبيرة فى هذة الأنواع من السياحة التى تميزت بها الجزيرة دائما. زاد الإقبال السياحى على هذه الجزيرة فى الفترة الأخيرة لتصل لنسبة إثنان مليون سائح سنويًا ، وفإن أردت رحلة إلي تايلاند لقضاء شهر العسل فعليك بجزيرة شنغماى و من المتوقع لها إزدياد الزيارات فى السنوات المقبلة .
أهم الأماكن السياحية فى بانكوك
طريق خاو سان
طريق على نهرتشاو فرايا ومعناه الأرز المضروب وقد كان فى الماضى مركزًا لتجارة الأرز و يشتهر بوجود الحانات و المقاهى و المتاجر كما يتميز بزهد الأسعار فإن أخذت رحلة إلي تايلاند فعليك بأن تذهب إلي طريق خاو سان سواء أكانت رحلة شهر عسل في تايلاند أو رحلة سياحية من أجل التعرف علي هذا الشعب الجميل فعليك بألا تفوته حتي تآخذ الهدايا التذكارية لهذة الرحلة التي لن تمحي دائمًا من ذاكرتك .
قناة بانكوك
كانت تستخدم للتنقل والتجارة داخل تايلاند من شمالها إلي جنوبها و من شرقها إلي غربها وهى تلقب بفينيسيا الشرق .
منزل جيم تومسون
يعود إلى جيم تومسون و هو من قام بإحياء صناعة الحرير التايلاندى بعد الحرب العالمية الثانية ويتألف من ستة منازل مصممة على الطراز التايلاندى القديم و تذهب إليه العديد من الرحلات السياحية.
معبد وات أرون
من أقدم المعالم السياحية فى بانكوك و يقع على نهر تشاو فرايا وهو خاص بالديانة البوذية حيث يعنى مركز الكون فى عالم الكونيات و من أفضل الأوقات لزيارته هو وقت الغروب .
معبد بوذا المتكىء أووات فو
من أكبر و أهم المعابد فى بانكوك وأقدمها علي الإطلاق فقد شيد تقريبًا من مائتى عام ويوجد به تمثال بوذا مطلى بالذهب ويبلغ من الطول ستة وأربعون مترًا . فإذا أخذت رحلة إلي تايلاند لابد من زيارة معبد بوذا المتكيء آووات فو للتعرف على الديانة التايلاندية وعادات و تقاليد هذا الشعب الذي يتسم بالجمال في التعامل الطيب مع السائحيين .
القصر الكبير
لا يمكن زيارة بانكوك دون المرور بزيارة للقصر الكبير الذى شهد على حضارة تايلاند حيث تم بناؤه سنة 1782 و كان مقر إقامة الملوك حتى عهد الملك أناندا ماهيدول عام 1946 وهو الأن من أكبر أماكن الجذب السياحى فى تايلاند .
المطبخ التايلاندى
تميز المطبخ التايلاندى بإختلافه وتميزه فى الدمج بين الحلو والحار والمالح والحامض ويدخل فول الصويا فى معظم الأكلات التايلاندية ، كما يحلو إستخدام الفلفل الحامى إلى جانب الحمضيات و التي تتمثل فى الخل والليمون والتمر الهندى فهو مطبخ مميز يلفت إنتباه هواة تذوق الثقافات المختلفة للمطابخ الأسيوية.كما تعتبر تايلاند من أكثر دول العالم تصديرا للأرز لذلك يحتل الأرز منزلة عالية على المائدة التايلاندية حيث يصل معدل إستهلاك الفرد حوالى 100 كيلو جرام سنويا .
تايلاند بلد ذات طبيعة خلابة و حضارتها الحديثة خلقت لنفسها مكانة مرموقة وسط خضم المنافسات العالمية و على جذب أعداد هائلة من السياح و جائت تلك المكانة من المثابرة و العمل الخلاق الذي ساعدها على ذلك أيضًا معطيات من جبال تفترشها الخضرة ومياة نقية غنية بالشعب المرجانية ومجموعة كبيرة من الجزر تأخذ زائريها إلى عالم الهدوء والرومانسية لتنقى دواخله من شوائب تلوثات الحياة الحديثة فمن أراد رحلات التميز فعليه بزيارة أرض العجائب تايلاند ، فهي تمتلك تاريخ قديم و لذلك الرحلات إلي تايلاند تجدها كثيرة و دائمة طوال العام .
مدونه
